أطلقت مجموعة من الأكاديميين والنشطاء الطوارق بمدينة أوباري، مبادرة إصلاحية خيرية تحت عنوان «مبادرة لم الشمل» تهدف إلى إصلاح البيت الداخلي، وذلك بمناسبة شهر رمضان، على ما أفاد أحد القائمين على المبادرة «بوابة الوسط».

وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمبادرة، اكلي شكا في تصريح إلى «بوابة الوسط» اليوم الأحد، إن المبادرة التي أعلنوها أمس السبت، سيجري من خلالها عقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع مختلف المجالس الاجتماعية والشبابية التابعة للطوارق بمختلف انتماءاتهم السياسية.

الغرض من المبادرة الطارقية لم الشمل
وأكد شكا أن الغرض من هذه المبادرة هو «إصلاح البيت الداخلي لمكون الطوارق في ليبيا لا سيما في ظل الانقسام والتشظي السياسي والاجتماعي الذي أصبح يهدد وجودهم ومستقبلهم ومستقبل أطفالهم».

وأشار شكا إلى أن هذه المبادرة «تعد الأولى من نوعها»، لافتًا إلى أن شريحة كبيرة من شباب الطوارق يعلقون عليها آمالهم وطموحاتهم لإنهاء الانقسام وتعدد التمثيل السياسي والاجتماعي للطوارق الذي يعتبره عدد كبير من هؤلاء الشباب جزءًا من المشكلة وليس جزءًا من الحل.

استبيان علمي لدراسة مطالب شباب الطوارق
وأضاف شكا، أن هذه المبادرة ولدت بعد سلسلة طويلة من النقاشات واللقاءات مع مختلف الإطارات الشبابية في ليبيا من أجل رأب الصدع وإصلاح بيتهم الداخلي الذي أصبح مطلبًا شعبيًا للطوارق.

وأوضح شكا أن القائمين على المبادرة طرحوا استبيانًا علميًا شارك فيه شباب الطوارق من مختلف مناطق ليبيا من أجل دراسة مطالب الشباب وكذلك الوقوف على المشاكل التي يعانون منها وأسباب الإخفاق والفشل في معالجتها من أجل تحمل مسؤولياتهم تجاه شعبهم ووطنهم ليبيا.

%90 من شباب الطوارق خارج اللعبة السياسية
ولفت شكا إلى أن الاستبيان الميداني الذي طرحه المبادرون الخميس الماضي على شباب الطوارق، أظهر أن «أكثر من 90% من شباب الطوارق هم خارج اللعبة السياسية ولا يشغلون أي مناصب مهمة في الدولة الليبية بالرغم من أن شريحة كبيرة من شباب الطوارق يملكون كفاءات كبيرة وعالية».

كما أجاب 99% من الشباب الذين خضعوا للاستبيان بـ«نعم» على السؤال التالي: «هل أنت مع أو ضد تنظيم ملتقيات وجلسات حوارية مع مختلف الأجسام السياسية والاجتماعية التي تمثل الطوارق في ليبيا من أجل الخروج برؤية موحدة وجسم شبابي موحد؟»

وذكر شكا أن شخصيات سياسية ومدنية وعسكرية عديدة من الطوارق، أكدت عبر مداخلات هاتفية دعمها للمبادرة، وطالبت القائمين عليها بعقد اجتماعات تهدف إلى لم الشمل والدعوة للسلام وتنظيم البيت الداخلي للطوارق في ليبيا.